الأربعاء، 3 أغسطس 2016

لن ندعهم يضحكون علينا

لن ندعهم يضحكون علينا

شاهدت بالأمس حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس والتي كانت بين ممثل عن الإسلاميين وآخر عن العلمانيين، وقد دار في المناظرة كلام كثير، واشتمل كلام العلماني على كثير من الأخطاء لربما هو مقتنع بها لا لكونه يتعمد التدليس والمغالطة، وإنما لوثوقه في صدقية من قرأ لهم، وحشى رأسه بأفكارهم، واغترفه من بركتهم الآسنة، ويكفي أن أشير هنا إلى أنه عاب على الإسلاميين المدافعين عن أرضهم وعرضهم في أرض سوريا بأنهم يريدون فرض الإسلام على الشعب، ويريدون جعل الإسلام دينا ودولة، وليس دينا وحسب كما يشتهي، ويقول: إن الأوضاع لو استقرت في سوريا فإنه لا يستطيع الرجوع إليها، لأنه يعيش حاليا في دولة أوروبية، ويخشى من تسلط الإسلاميين لو عاد..
إن هذا الطرح في غاية الغرابة فبعيدا عن كون الإسلام أسس دولة مع النبوة وما تلاها، وبغض النظر عن كون القرآن والسنة مشحونان بالأدلة الموجبة لتطبيقه على مستوى الأفراد والجماعات والدول.. بعيدا عن ذلك كله يمكن أن يرد على هذا وأمثاله بأن يقال لهم: لا بأس.. إذا كنتم لا تريدون الإسلام فما عليكم إلا أن تقدموا رؤوسكم فداء لوطنكم ودفاعا عنه، عليكم أن تجمعوا قواكم ومن يحمل فكركم ليذهب لتحرير بلادكم من نير الظلم الذي تعيشه، حينها فقط يمكن أن يصدق الشعب هرجكم عن الوطنية، وحينها لكم أن تفرضوا رأيكم، وتزيحوا الإسلام عن الحياة برمتها، أما أنكم تريدون المصلين يدفعون كل غال ورخيص في سبيل دفع الظلم عن الناس، وتحكيم دين الله ثم تريدون بعد أن يدحر العدو أن تسلم لكم الدولة على طبق من ذهب لتكونوا وزراء وطغاة، وتفرضوا على الشعب ما يأباة.. ما هذه الصفاقة؟ ما هذا القبح والاستغفال؟ يريدون من الشباب المتدين وقت الحروب أن يقدم رأسه فإذا ما هزم العدو جاء مهرولين قائلي: ابتعدوا لقد جاء دورنا.. نعم إنهم جاؤوا ليتوزعوا الوزارات والمناصب، وليأكلوا من خيرات البلد التي لولا الله ثم أولئك لما تمكن هؤلاء وامثالهم من العودة، ثم يكون نصيب من قدم الغالي والرخيص أن يتهمه هؤلاء الحثالة والعالة بالإرهاب والعداء للوطن والثورة.. إلخ المصطلحات المشروخة والمموجة، والتي هي مجرد يافطات باهتة، قد أكل عليها الدهر وشرب..
لست أدري متى يفيق من يصدق هؤلاء من غفلته، ومتى يدرك أن علمانيينا مجرد أتباع لأعداء الأمة، يتربصون بها لينقضوا عليها انقضاض الثعلب، يسكتون حيث تكون الرحى دائرة، ويرفعون رؤوسهم بعدها ليقتسموا الغنائم..
متى يدرك الغافلون أن هؤلاء العلمانيين يستغفلون الأمة مرة تلو المرة، ويضحكون عليها في الخفاء، ويحكون لحاهم قائلين: لقد ضحكنا عليهم كرة أخرى!.. فهل ندعهم يفعلون ذلك؟!

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ ردود على العلمانيين والملحدين 2015 ©