الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

وهم نظرية التطور

تقوم نظرية التطور الداروينية على أساس عجيب غريب وهو أن طفرة ما حدثت للكائنات الحية فنتج عنها تدريجيا كائنات أرقى، وهذا المبدأ سماه دارون بالانتخاب الطبيعي، ومعناه أن الطبيعة هي التي قامت بدور الانتقاء والانتخاب للأقوى والأفضل وقضت على الكائنات الضعيفة، وهذا الكلام منقوض وباطل لما يلي:
أولاً: أن من المتفق عليه بين العقلاء أن العدم لا يخلق شيئا، والطبيعة إما أن يراد بها كل ما كان موجودا على ظهر الأرض وهذا يعني أن الطبيعة خلقت نفسها وانتقت نفسها أو أنه يقصد أن العدم هو الذي تسبب في هذا الانتخاب، وكلاهما باطلان عقلا، لأن الطبيعة تعجز عن ذلك لأن الشيء لا يخلق نفسه، إذ لا بد من فاعل خارجي، كما أن الطبيعة لا تمتلك العلم والقدرة والخبرة والحكمة وغيرها من الصفات التي تدل عليها هذه المخلوقات، فنحن نرى مظاهر هذه الصفات وغيرها جلية في المخلوقات، فنرى العلم والحكمة والقدرة وغيرها، وها ما لا تمتلكة الطبيعة الجامدة والقاصرة.
أما العدم فمن البدهي أنه لا يخلق شيئاً، ف(لا شيء) لا يمكن أن يوجد شيئاً، وقائل هذا لا يدري ما يقول.

ثانياً: أن دارون بنى نظريته هذه على حفريات وبقايا حيوانات لا تدل بالضرورة على منحى تطوري، فلو وجدنا بقايا قطة وبقايا حصان هل يعني هذا أن الحصان تطور عن القطة.

نوضح هذا بمثال آخر: لو وجدنا مفتاحا عمره مليون عام، ثم وجدنا بابا عمرة مئة ألف عام، ثم وجدنا منزلا عمره ألف عام هل يعني هذا أن المفتاح تطور تدريجيا حتى أصبح بابا ثم تطور حتى أصبح منزلا..

بالتأكيد لو قال هذا أحدهم فلن يصدقه أحد بل إن هذا مدعاة للطعن في عقله.. إن نظرية دارون أشد بطلانا من هذا المثل، لأنا نتحدث عن كائن تميز بميزات يغاير بها غيره، فهو أرقى من الجمادات والنباتات.. ومع هذا فقد صدق هذه الدعوى كثيرون وفرحوا بها.
رابعاً: أن القول بأن الطبيعة انتقت الأقوى يرده الواقع فكم وكم من حيوانات ضعيفة تسرح وتمرح على ظهر البسيطة، ولو كان كما قال دارون لانقرضت هذه الحشرات والحيوانات، ولبقيت الديناصورات القوية والعملاقة، لكنا نجد العكس.
خامساً: ونظرا لأن نظرية دارون شابها الكثير من الغموض والغرابة والنقصان إذ لم يستطع أن يقدم أدلة كافية على مقولته تلك اعترف هو نفسه بوجود حلقة مفقودة بين القرد والإنسان، وادعى أنها ستكتشف مع الزمن لا محالة، ومضت السنون ولم يكتشف الإنسان شيئا مما قاله دارون بل اكتشف في أثيوبيا مؤخراً هيكل عظمي كان على الأرض قبل أربعة ملايين سنة، وأطلق عليه اسم آردي، وأبطلوا به كثيراً من الاستنتاجات الداروينية في السبعينات من هيكل لوسي الذي يقل عن أردي بمليون سنة، ولهذا كتب باحثون  أن اكتشاف أردي يثبت أن البشر لم يتطوروا عن أسلاف يشبهون قردة الشمبانزي، مبطلين بذلك الافتراضات القديمة بأن الإنسان تطور من أصل قرد.

سادساً: أن نظرية التطور ليست حقيقة علمية وإن حاول البعض جعلها كذلك، إذ هي مجرد ملاحظات وأفكار قفزت إلى ذهن دارون وحاول هو ومن شايعه أن يجعلوها تبدو علمية، لكن العلم اليوم يثبت بطلانها ويدحضها بقوة.. فأضحت هذه النظرية فكرة بالية لا لون لها، ولا طعم، ولا رائحة!

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ ردود على العلمانيين والملحدين 2015 ©