الاثنين، 30 نوفمبر 2015

من مساوئ نظرية دارون

لم تحظ نظرية بجدل واسع كما حظيت نظرية التطور التي ابتكرها تشارلز دارون، والتي زعم فيها أن الحياة تطورت منذ ملايين السنين من كائن وحيد الخليه يسبح في بركة ماء ثم تطور شيئا فشيئا ليصبح سمكة ثم تطورت بعض الأسماك بعد أن خرجت من البركة لتصبح زواحف ثم تطور بعضها شيئا فشيئا ليكون قردا والذي بدوره تطور عبر السنين المتطاولة ليكون إنساناً!

لو صممت هذه النظرية فيلماً سينمائياً لكان فيلماً كوميدياً مضحكاً لبعضهم ومزعجاً لآخرين، إذ تنطوي هذه النظرية على امتهان للإنسان من جميع النواحي:
فمن الناحية الدينية ينتج عن هذه النظرية عقيدة الإلحاد التي انتشرت في الآونة الأخيرة بعد أن خبت جذوتها لعقود، وهذه العقيدة ترى في نظرية دارون داعما ومؤيدا ومغذيا لها، لأن الكون بما فيه من مظاهر الحياة إذا لم يكن له إله فما الدافع لتضييع الأوقات في العبادات المتنوعة، وما الداعي لاجتناب ما يصر الدين أو المجتمع على حرمته، إن كل شيء يغدو مباحا، وكل شي يغدو مهينا حتى الإنسان ذاته، لأنه حسب هذه النظرية مجرد طفرة وراثية نتج عنها هذا الكائن، وأنه في حقيقته مجرد حيوان.. مجرد حمار وحش كان يغدو ويروح في البرية منذ ملايين السنين بل ربما كان خنزيرا مقيتاً في مرحلة من المراحل!
ومن الناحية الخلقية تنعكس هذه النظرية عليه انعكاساً سلبياً شديداً يؤثر عليه في سلوكه مع نفسه ومع والديه ومع أسرته ومجتمعه، سيغدو وحشا كاسرا يستبيح كل عرض وكل مال وكل نفس..
ومن الناحية التشريعية ستجد أن مجتمعا كهذا سيكون كارثة عظمى على الإنسانية كافة، ويكفي أن نقرأ في تاريخ الحركات الإلحادية لنرى مقدار بطشها وتجبرها، وكيف أنها على استعداد لتبيد الملايين من أجل هوى أو شهوة أو مخالفة ولو كانت بسيطة، ويحضرني الآن حال المسلمين في بورما وكيف يعانون أقسى أنواع التعذيب والموت على أيدي البوذيين الذين لا يومنون بإله في جزء كبير منهم!

ومن الناحية النفسية يغدو المرء تائها ضائعا بائسا لا يرى في الحياة أي معنى يستحق العيش لأجله، وإن رأى فيها شيئا فإنما هي الشهوة المحضة التي يسعى لاستجلابها بأية وسيلة ليحقق غاياته الحيوانية!
لعل من المهم هنا أن ننبه إلى أن هذه النظرية قد نسج حولها الكثير من الدعايات والتهويلات والتفخيم والتعظيم كل ذلك في سبيل نشرها وترويجها بين الجهال من الناس، وإلا فإن من المتعارف عليه أن فكرة دارون هذه مجرد فرضية، فهي لم ترق إلى أن تكون نظرية، وحتى مع التسليم بكونها كذلك فإنها لم تبلغ مرتبة القانون، والذي يتمثل هنا في وجود خالق عليم حكيم.. أبدع هذا الكون على أحسن وجه وأدقه.
أقول إن نظرية دارون لا تقاوم قانون الخلق الذي دلت عليه كل ذرة من ذرات الكون، ولا تقاوم قانون الفطرة الذي يجده كل إنسان في نفسه، والتي يعجز عن إزالتها أي فكر أو نظرية ولو صاحبها جيوش الأرض جميعاً!

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ ردود على العلمانيين والملحدين 2015 ©