من
الأمثال العربية المعروفة قولهم: رمتني بدائها وانسلت، وهو مثل يضرب لمن يعير
صاحبه بعيب هو فيه.
وهذا
بعينه ما نراه في العلمانيين والملاحدة وغيرهم من المعادين للإسلام.
فمثلا
تراهم يتهمون الإسلام والمسلمين بالإرهاب وملحقاته مستغلين الحوادث الشاذة التي لا
تمثل الإسلام ولا المسلين ويتغاضون عن جرائم حرب حصدت الملايين من البشر، ففي
الحرب العالمية الأولى قتل فيها ما يقارب تسعة ملايين إنسان، والثانية ما يقارب (62)
مليون إنسان، وفي هيروشيما ونجازاكي قتل ما يقارب (140) ألفا، عدا الجرحى والمرضى
والمفقودين وتلف الأموال وتشرد الأسر... إلخ.
إن
هذه الكارثة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية، والذي كان من أسبابه الكبرى البعد
عن دين الله الحق، ولو جمعت عدد القتلى الذين قضوا في الفتوحات الإسلامية لما
بلغوا نسبة تذكر إزاء تلكم الأرقام الضخمة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لم يكن
هدف المسلين هو القتل بذاته بقدر ما كان الهدف منه كسر شوكة الظلم وتحرير العباد
كما قال ربعي ابن عامر: جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد،
ولهذا لا غرابة أن نجد الأمم المغلوبة تدخل في دين الله أفواجا، وتغدوا بلدانا
إسلامية بنسب تتزايد مع الزمن، وكل هذا حدث دون إكراه أو إرهاب، يشهد بهذا التاريخ
الصحيح، ويكفي في إثبات ذلك بقاء الأقليات غير المسلمة إلى يوم الناس هذا رغم أنه
قد مر على الإسلام حوالي (14) قرنا في حين نعرف جميعا ما حدث للمسلمين في الأندلس
ومقدار الحرب العدائية والإرهابية التي شنت عليهم لدرجة أن أُجبروا على تغيير
أسمائهم وديانتهم وإلا فعليهم أن يرحلوا.
ومن
المخازي الإنسانية تلكم المحاكم التي عرفت بمحاكم التفتيش، وكيف غدت سيفاً مصلتاً
على كل ما يخالف دين الحاكم، ولهذا نحن نتحدى أن يوجد مثل هذا في التعامل مع غير
المسلمين في بلاد الإسلام ومن منطلق ديني، لأننا نجزم بنفي مثل هذه الحوادث
الإرهابية أو وقوعها باسم الدين.
ومثال
آخر نجده في ستالين، هذا الشخص الذي لقبه بعضهم بالجزار لكثرة ضحاياه فقد تسبب في
مقتل أكثر من 50 مليون إنسان، بين عامي 1927و 1953م.
وفي
العصر الحاضر نرى كم هو الجرم الفادح الذي يُمارس ضد المسلمين في أنحاء شتى من
الأرض منها ما يحدث الآن وقبله في بورما، ويكفي أن تدخل على النت وتبحث عن حال
المسلمين في هذا البلد لتجد ما يشيب له رأسك، ولكن مهما حاول المحاولون، وأنفق
المنفقون بغية إطفاء نور الله إلا أن هذا النور سيبقى وينتشر، والعاقبة للمتقين.
ليست هناك تعليقات