الخميس، 6 سبتمبر 2018

ثمرة جديدة من ثمار العلمانية

ثمرة جديدة من ثمار العلمانية


اليوم بحكم من المحكمة العليا لم تعد المثلية الجنسية (اللواط والسحاق) جريمة في الهند، وقد خرج عشرات الهنود الشواذ فرحاً بهذا الحكم القضائي، وبهذا تنظم الهند إلى الدول المبيحة للمثلية والتي تتجاوز (140) دولة تقريباً، والمشكلة أن لهذا التطور أبعاداً خطيرة، والتي منها أن جملة من الدول الإسلامية في المشرق ستنحو هذا المنحى، إذ إن الهند بهذا التصرف فتحت الباب أمام بعض الدول التي ظلت ممانعة، وتأبى مثل هذا الشذوذ غير الطبيعي، كما أن من تداعياته أن السينما الهندية والتي لها تأثير عاطفي كبير في المشرق خصوصا ستتبنى هذا التوجه، وسنرى في الأيام القادمة كيف سيُروج للمثلية من خلال الأفلام الهندية الفاضحة، والتي ستمشل الجانب النظري، والعملي، أما العملي فظاهر، وأما النظري فمن حيث بث شبهات وفلسفات تبرر هذا الفعل، والتي منها دعاوى الحرية الشخصية، وتعدد أنماط الحياة، والجندر، وحقوق الإنسان، والمظلومية، والجانب النفسي والفيسلوجي للشاذ، ورغم أن ثمة الكثير من الجهود المتنوعة طوال العقدين الماضيين في ترويج الشذوذ وبمختلف الأساليب بما في ذلك الصورة: غناء، مسلسلات، أفلام، كرتون.. إلخ، إلا أن تأثيرها كان محدودا لى حد ما نظرا لاختلاف الثقافات والبعد الجغرافي والبشري، أما في حالة الهند فالأمر مختلف، ولهذا لا أتوقع أن هذا الحكم جاء اعتباطاً وبلا مقدمات، إذ قد احتدم صراع بين أعضاء مجلس النواب الهندي حول هذه القضية قبل فترة، ولم يخرجوا بشيء، وكانت المحكمة العليا ذاتها قد أصدرت حكما في ديسمبر 2013 ألغت بموجبه قرارا أصدرته محكمة أدنى منها عام 2009، ثم خرجت علينا اليوم بهذا الحكم العلماني في شعب يغلب عليه التدين، لكن هكذا هي العلمانية إن لم تفلح عبر مجلس النواب بحثت عن مراكز قوى أخرى، فالعلمانية لا دين لها ولا خلُق، ولا قيم، إضافة إلى أنه يبدو أن من الأدوار الثقافية القادمة للهند -إضافة للقائمة الطويلة من الإباحية- هو نشر الشذوذ وتسويغه، ومحاولة القيام بهذا الدور على شكل أفضل مما قامت به بعض الإذاعات والقنوات على مدار الفترة الماضية أو لتنظم لهذه الحملة المسعورة على أقل تقدير، وبهذا تكون العلمانية قد حققت انتصارا جديدا على الإنسانية.


ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ ردود على العلمانيين والملحدين 2015 ©